ليشبع لها نهمها وجوعتها ولما لم يكن هناك من دين فيه كل هذه الجامعية وهذا الشمول وهذه النظرة الحياتية المستوعبة وهذه الواقعية في التعامل، غير الإسلام كان من الطبيعي أن نجد الإقبال الهائل عليه وعلى تعاليمه. 3. نجاح بعض التجارب الإسلامية في بعض المناطق وفي طليعتها تجربة الثورة الإسلامية الكبرى في ايران بقيادة الإمام الخميني الراحل(قدس سره)حيث قدمت هذه الثورة نماذج كبرى من الشعبية الخالصة التي تتناسى كل المصالح المادية الضيقة في سبيل تحقيق الأهداف المعنوية الكبرى، وحيث استطاعت أن تكسر الكثير من الأساطير من قبيل أسطورة انحصار الثورة بالمبادئ المادية وبالخصوص في الاشتراكية، وأسطورة انقسام العالم المعاصر إلى قوتين لا ثالث لهما، وأسطورة عدم إمكان الاستقلال في المجال السياسي، وأسطورة «الدين أفيون الشعوب» وأمثالها. وقدمت للعالم تصوراً جديداً عن مشاكله وحلولها بعيداً عن التصورات السابقة كما أنّها استطاعت أن تعبئ الجماهير المسلمة وتزرع في نفوسها الأمل الكبير بالمستقبل ممّا فتح أمام العالم كله أفقاً جديداً لم يكن ليتصوره من قبل. كما تساءلت عن «ظاهرة الصحوة الإسلامية»، فأجبت: إنّ أهم العوامل لهذه الظاهرة الكبرى ـ ظاهرة الصحوة الإسلامية ـ تكمن في ما يلي: أوّلا: نفس ما أشرنا إليه في جوابنا السابق طبعاً مع ملاحظة التأثيرات الأوسع لتلك العوامل في عالمنا الإسلامي. ذلك أنّ العالم الإسلامي أقرب بكثير من غيره إلى تفهم تراثه القيم والتعامل بكل تصوراته وعواطفه مع هذه الرسالة من خلال إيمانه بها حتى ولو كان هذا الإيمان ضعيفاً أو موروثاً إلاّ أنّه على أيّ حال يوفر جواً طبيعياً للتعامل الأكبر مع القضية الإسلامية خصوصاً بعد وضوح جوانبها من قبل أولئك المفكرين الذين أشرنا لهم. على أنّ فشل الأنظمة الأخرى ارجع الكثير من الشاردين عن المسيرة الإسلامية ـ من المسلمين ـ إليها وأعاد لهم الثقة بإسلامهم العظيم. ثم إنّ نجاح التجربة الإسلامية أوجد شعوراً جماهيرياً كبيراً بعظمة الإسلام وأعاد للأمة اعتزازها بنفسها وثقتها بمستقبلها وقدرتها على صنع هذا المستقبل. ثانياً: ونضيف ـ في هذا المجال ـ عملا جديداً وهو الدور الرائع الذي لعبته الحركات