الإقبال العالمي على الإسلام بمثابة المقدمة عزيزي القارئ! وجهت إلى مجلة رسالة الثقافة الصادرة في طهران في عددها المرقم 3/23 سؤالا عن «سر هذا الإقبال العالمي على الإسلام»، فأجبتها بما يلي: هناك عوامل كثيرة أوجدت هذا الإقبال العالمي على الإسلام في الفترة الأخيرة وربما كان أهمها ما يلي: 1. ما يتمتع به الإسلام من تعاليم منسجمة تمام الانسجام مع الفطرة، تشبع حاجة الوجدان، وتسمو بالأخلاق وتتعامل مع طبيعة الإنسان تعاملا واقعياً، وتنظر إليه ككل وتعمد على حل كل مشكلاته وتحقق الانسجام بين الجانب العقائدي، والجانب العاطفي، والجانب السلوكي. وهذه الجوانب وإن كانت تتمثل في الإسلام منذ انطلاقته قبل أربعة عشر قرناً إلاّ أن الذي أوجد هذا الإقبال الأخير عليه من خلالها ناتج عن حركة فكرية علمية قام بها المفكرون الكبار لشرح هذه الخصائص وعرضها بأسلوب يتناسب ومتطلبات العصر، ويجيب على تساؤلاته ويشرح الجوانب المضيئة في هذه الشريعة وهؤلاء هم من امثال الإمام الخميني، والإمام الصدر، وسيد قطب، والشهيد المطهري، وأبي الأعلى المودودي، ومالك بن نبي وغيرهم. 2. فشل معظم الأطروحات اللادينية في إشباع حاجة الإنسان إلى المأمن الروحي الحقيقي لا بل فشلها في إشباع حاجاته المادية وتحقيق ما يصبوامن سعادة... وقد أدى تساقط هذه المذاهب الإلحادية لتكوين موجه بشرية هائلة متجهة إلى الدين من جديد