وقاطعيتها: (وما نحن بتاركى آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين)[55]، حينما يدخل الحوار مرحلة العبث وتضييع الوقت، ويستحيل خلالها تحقيق فائدة بالصورة التي يصف فيها القرآن الكريم حوار رسول الله(صلى الله عليه وآله) مع الكافرين: (إنّ الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون * ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة)[56]. من جهة أخرى ينبغى اتفاق الأطراف على لغة حوار مشتركة[57]، وعلى مستوى علمي وفكري معين من اللغة; لكي يحصل التكافؤ في إيصال الرأي والرأي الآخر، كما في الحديث الشريف: «نحن معاشر الأنبياء أُمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم». والواقع أنّ الخطاب الإسلامي الجديد المتطور، ينبغي أن يسود لغة الحوار الإسلامي المعاصر; فلكل مرحة خطابها ولكل مرحلة لغتها وأساليبها الفنية الناجحة في الحوار، على اعتبار أنّ هذا الجانب متجدد يدخل في إطار المتغيرات، شرط ان لا يخرج التجديد عن الثوابت الاسلوبية في الحوار الإسلامي، وهذا التجديد تعبير عن دينامية الإسلام وقدرته المطلقة على استيعاب كل متطلبات الزمان والمكان وتلبية حاجاتهما. 9. نتائج الحوار: وهي ما يترتب على الحوار بعد انتهائه من حقائق وأرقام جديدة تعلن عن تفوق أو انتصار أو براءة أحد أطراف الحوار، وتؤدى بالطرف الآخر إلى التحول في الرأي كلياً أو جزئياً أو تدفعه لمراجعة ذاتية لآرائه ومعتقداته التي تعرّضت للنقد والاهتزاز والهزيمة، وكذلك مراجعة أخرى لأساليبه ومنهجه وخطابه. وقد ينتهى الحوار بتراضى الطرفين وتفاهمهما أو تساويهما في النصر والهزيمة، أو إقدامهما على حالة وسط جديدة. والمهم هنا هو قبول كل أطراف الحوار بالنتائج مهما كانت، وعدم التعصب والاعتزاز بالخطأ. وبديهي أن يكون لجهاز الإدارة والتحكيم الدور الأساسي في حساب النتائج، بالوسائل الموضوعية التي سبقت الإشارة إليها.