أعدائه، بهدف التمكن في الزامه بما ألزم به نفسه الاحتجاج عليه بمصادره نفسها. وكذلك مبادرة أطراف الحوار إلى التعريف بمعتقداتها ووجهات نظرها ويدخل في هذا الإطار مبدأ التوعية; فالإسلام دين التوعية والتربية، وهو بمقتضى واقعيته وفطريته يقرر لزوم القيام بتوعية أي إنسان يراد له أن ينظم إلى معسكره، وأى مجتمع يراد للإسلام أن ينفذ إلى عمقه... انه يعرض جوهرته الثمينة; لأنه يعلم أن قيمتها ستنكشف بكل وضوح للجميع، ولذا فهو يرفض التقليد في العقيدة، ويرفض عملية الإكراه العقائدي، ويدعو اتباعه إلى أن يكونوا أقوياء في البصر والبصيرة ويأمر ـ في مجال التعامل مع الآخرين ـ بالدعوة الواضحة قبل كل شيء[42]. (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنّنى من المسلمين)[43]، (قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى)[44]. وبالنسبة إلى الحوار مع غيرالمسلمين، فإنّ البداية تكون بحقائق الرسالة ومعالمها الرئيسية، معززة بالحجج والبراهين، وفي إطار النقاش المنطقي السليم[45]. وتنقل كتب الحديث أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله) حين بعث الإمام علي(عليه السلام) إلى اليمن قال له «يا علي لا تقاتلنّ أحداً حتى تدعوه إلى الإسلام، وأيم الله لأن يهدى الله عزوجل على يديك رجلا خيرٌ لك مما طلعت عليه الشمس وغربت[46]». ب. الوضوح: أي استخدام المنهج الصحيح بصورة واضحة دون لبس أو تورية أو التواء، وعدم الخلط بين الحق والباطل، حتى من أجل الوصول إلى الحق كغاية تبررها الوسيلة! يقول الإمام الصادق(عليه السلام): «لا تمزج الحق بالباطل، وقليل من الحق يكفى من كثير من الباطل». ومن أساليب الإبهام في الحوار كما يقول الإمام الجوينى: الاحتيال على المحاور حتى يخرجه عن محل تساؤله، وتوجيه كلامه إلى وجوه محتملة[47]. إضافة إلى استخدام المغالطات والسفسطة في المنهج.