وآدابه وقواعده ومنهجه، وبالتالي فإنّ القيم العلمية والأسلوبية تختلف إلى حد ما بينها. ولكن القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية تبقى قاعدة مشتركة لها جميعاً. وقد ركزّت المرجعية الإسلامية من خلال النصوص على هذه القيم، وفصّلها وشرحها الفقهاء وعلماء الكلام والأخلاق، كل من زاويته ومدخله العلمي. ومع التطور الهائل والتغييرات المتسارعة في أنماط الحياة وأساليب الحوار والتخاطب، دخلت معادلات قيمية جديدة في صياغاتها، وليست جديدة في أصولها، وهي مما ينبغى اكتشافه والتعرف عليه وأسلمته. عناصر الحوار يمكن تقسيم أهم عناصر الحوار إلى: الأطراف، الموضوع، الأهداف، الإدارة والتحكيم، الزمان، المكان، المنهج، الأسلوب، النتائج. ومن خلال استعراض هذه العناصر بشيء من التفصيل نأتي على البعد القيمى الإسلامي حيال كل منها، بالصورة التي تحقق غايات الحوار، كالغاية الفنية المتمثلة بتقنين حالة الاختلاف والتركيز على إيجابياتها وتفتيت سلبياتها ـ كما ذكرت. 1. اطراف الحوار: ينبغى توفر مجموعة من المؤهلات في شخصية المتحاورين، على الصعد الذاتية والموضوعية، تكفل لنجاح الحوار مدخله الأساسى. ومن أهم هذه المؤهلات: أ. التساوي في الرغبة والتكافؤ في حرية الطرح، فلابد أن لا يكون أحد أطراف الحوار مقحماً أو مجبراً على الحوار أو مضطراً له تحت ضغوط التهديد، بأنواعه: الاجتماعي، السياسي، بالسجن أو الموت أو الطرد أو تلبيس التهم، أو تحت ضغوط الحياة والاغراء. فمثل هذاالحوار مهما كانت نتائجه، ليست له قيمة علمية أو دينية أو أخلاقية; لأنّه يفتقر إلى أبسط أسس الحوار الحقيقي وآدابه; لأنّ أطراف الحوار هنا لن تكون متكافئة في القدرة والحرية، فبعضها يحاور من موقع القوة والاقتدار والاستكبار والآخر من موقع الضعف الاضطهاد; فهناك ـ إذن ـ فرق كبير بين الحوار (الثقافي والفكري والسياسي) بين أطراف متكافئة، والحوار بين الغازي (العسكري والثقافي والسياسي) المنهزم أو المدافع، والحوار الثقافي والحضاري الحقيقي مثلا يدور في إطار الاحتكاك أو التبادل الثقافي، في حين أنّ الحوار في إطار الغزو ليس له أي معنى; فالغازي الثقافي يسلب من الحوار كل إيجابياته،