المؤمنون بها عبر التاريخ: (وعَدَ الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ولُيمكننّ لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليُبدّلنهم من بعدِ خوفهم أمناً يَعبدوننى لايُشركون بى شيئاً)[15] ولكي يوفر لكل المؤمنين في الأرض ميداناً حُراً يلتقون فيه في ظل ولاية الله تعالى وفي ظل رحمته ويقولون فيه كلمتهم الحقة، فقد جعل البيت الحرام مثابة للناس وأمناً: (و إذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتَّخذوا من مقام إبراهيم مُصلّى)[16]. فالأمان هبة الله للبشرية ـ يجب أن يتوفر لها بشكل دائم، اللهم إلاّ أن يعمل بعضهم على محاربة دين الأمان والوقوف في وجه التكامل الإنساني وتهديم المسيرة المتوازنة، وحينئذ فلا معنى للأمان، مع ذلك نجد الإسلام يدعو الدولة الإسلامية إلى الجنوح للسلام ان بدت مثل هذه الرغبة من الطرف الآخر فقال: (و ان جَنحوا لِلسَّلم فاجنح لها وتوكل على اللّه)[17]. ولكي لايتحول الاختلاف العقائدي إلى صدام دموي عنيف يدعو الإسلام مخالفيه إلى كلمة سواء بينه وبينهم، فيقول: (قل يا أهلَ الكِتاب تَعالَوا إلى كلمة سواء بَيننا وبينكُم إلاّ نَعبُدَ إلاّ الله لا نُشركَ به شيئاً ولايتَّخِذ بَعضُنا بَعضاً أرباباً من دونِ الله فإن تَولَّوْا فَقولوا أشهدوا بأنا مُسلمون)[18] كما يربي الإنسان المسلم دائماً على الدفع بالتي هي أحسن لنفي العداوة والبغضاء. إلاّ أنّنا نؤكد أنّ هذا كله إنّما يتم مع أولئك الراغبين في السلام. أما المحاربون لله ورسوله ونظامه والساعون للفساد في الأرض من المستكبرين فليس لأحد أن يهادنهم ويسالمهم في مسعاهم الهدام. الأمة الإسلامية والمسؤولية تجاه السلام العالمي إنّ الأمة الإسلامية بطبيعة الحال ـ هي حاملة رسالة الإسلام، والأجدر بالسعي الحثيث لتنفيذ توجهات الإسلام الإنسانية على الصعيد العالمي. الإسلام يصف هذه الأمة بأنّها خير أمة: (كُنتُم خَيرَ أمة أخرِجَتْ للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)[19]