عليه إلاّ أنّه اتجاه حقيقي فالجماهير سواء في العالم الإسلامي أو في غيره أدركت أنّ السعادة الإنسانية إنّما تكمن في إحياء القيم المعنوية واستعادة وجودها في حياة الإنسان. والأمر في العالم الإسلامي اوضح فإنّ الجماهير الإسلامية اليوم تعمل على استعادة دور الدين في الحياة وهي تتوسل بكل الوسائل لإقامة نظام إسلامي للحياة رغم كل العقبات التي تقف في طريقها. فالعصر اليوم هو عصر السيطرة الإسلامية في العالم الإسلامي وهو عصر الاتجاه نحو المعنويات. 3. هذا الانهيار الهائل للنظام الإلحادي الشيوعي نتيجة مخالفته للفطرة الإنسانية وهو ما أشار إليه الإمام الخمينى(رحمه الله) في رسالته التي وجهها إلى غوربا جوف قبل الانهيار بأكثر من عامين حيث قال له إنّ الشيوعية مرشحة للدخول في متحف التاريخ لأنّها تخالف الفطرة الإنسانية ودعاه إلى الدين بالخصوص إلى الدين الإسلامي لأنّه الإشباع الحقيقي للجوعة الإنسانية. وهذا ما اعترف به غورباجوف في خطاب الاستقالة حيث قال بأنّ الانهيار كان بسبب إنكارنا للنعم الإلهية. وعلى أيّ حال فإنّنا نستبشر خيراً بعصر الدين والمعنويات. أما ما يقال أحيانا من أنّ الحكم الديني سوف يؤدي لاضطهاد الأقليات فهذا أمر موهون فإنّ القواعد الدينية الإسلامية توجب على الدولة احترام حقوق الأقليات ومنحها درجة المواطنة الكاملة وحمايتها من أي اعتداء وتاريخ الإسلام شاهد على هذه المعاملة رغم أنّ الإسلام لم يكن مطبقاً بشكل كامل إلاّ في فترات قليلة. وتمتع الأقليات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم بكل الحقوق شاهد على هذه الحقيقة. إنّني أعتقد أن عودة الحكومات الدينية سوف يترك أثره الكبير على العلاقات الدولية حيث ستسود روح التعاون المشترك لنشر الأخلاق الحميدة وتتم عملية تحريك الطاقات الإنسانية الكامنة وتقام الحياة على أسس متينة منسجمة مع الفطرة. وإنّني لأنتظر عالما تسوده العدالة، والتعاون والمحبة الدينية، والتفاهم الموضوعي وهو ما بشرت به كل الأديان وتمثل في الإسلام بالاعتقاد بظهور المهدي القائد الذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ولهذا فإنّى أعتقد أن البشرية يجب أن تستعد بل