وتعمل على إقامة نظام ديني عالمي يحقق الأهداف السامية للبشرية. وتساءلت عن«علاقة الدين بالحياة»، فأجبت: إن من المسلّم به أنّ النظام الاجتماعي لايمكنه أن ينفصل عن الايدئولوجية التي يحملها المجتمع (موضوع التطبيق لذلك النظام) بل لايمكن تصور قيام نظام حياتي شامل دون أن يسبقه تحديد للموقف من الوجود والإنسان والحياة، أي دون أن تسبقه فلسفة معينة، وحتى الرأسمالية التي طرحت فكرة فصل المسألة الاجتماعية عن المسألة الواقعية لم تستطع مطلقاً أن تنجو من نظرة مادية خالصة للحياة. وعليه فعندما يدخل الدين إلى الحياة فمعنى ذلك أنّه ينفذ إلى عمق الوجدان الاجتماعي ويغير القاعدة التي يقوم عليها النظام، ومعنى ذلك أيضاً أنّه ينفذ إلى كل المشكلات الحياتية فيغيرها وفقاً لتصوراته (طبعاً إذا كان هذا الدين ديناً واقعياً واجتماعياً يطرح حلوله لكل المشكلات الاجتماعية). ومن هنا استطيع التأكيد على أنّ الدين إذا دخل إلى أي ساحة عمل على تغييرها تغييراً جذرياً، وحاول أن يصوغ علاقاتها وسياساتها وفقاً لمنطق جديد. وأخيراً تساءلت عن «توقعى لمستقبل النهضة الإسلامية» فكان جوابي: انطلق في تصوري لمستقبل النهضة الإسلامية من أمور: أوّلا: من دراسة سير التاريخ الإنساني الذي يتسم رغم كل النكسات بالسير الصاعد لصالح الأهداف المعنوية. ثانياً: من قناعتي باللطف الإلهي الذي يسير بالإنسانية نحو الكمال. ثالثاً: من الوعود القرآنية القطعية بالنصر المؤكد للحركة الإسلامية إذا صدقت مع نفسها وتحلت بكل الخصائص القرآنية. وأعتقد بعد هذا: إنّ الغد أمام النهضة الإسلامية مشرق خصوصاً إذا لاحظنا ما تتمتع به عناصر النهضة من حيوية مبدعة، وإمكانات مادية معنوية، وإيمان جماهيري بمستقبل هذه النهضة وثقافة حضارية مضحية... وأعتقد أنّ كل من له بصيرة يدرك تماماً أنّنا على إعتاب عالم يسوده حكم القرآن الكريم. عزيزي القارئ! نقلت هذا الحديث الصحفي ليكون مقدمة لهذا الكتاب الذي اعد ليكون داعية حوار