الحضارية الموجودة. ب. اعتقد أنّ أفكار العالم الغربي قد طرحت بشكل كاف في مجال العالم الإسلامي. فالمثقفون المسلمون يطالعون غالباً وباستمرار ما ينتجه هذا الفكر بالإضافة إلى أنّ الجماهير الإسلامية اليوم مغرقة باحداث العالم الغربى التي تتحدث عنها وسائل الإعلام الغربية. بل إني أعتقد أنّ ما يعرض في العالم الإسلامي عن الغرب فيه الكثير من المبالغة المقصودة الأمر الذي قد يغوي الكثيرين بهذه الجنة الموهومة وهم لايعلمون ما تستبطنه هذه الحضارة المادية من نقاط ضعف كبرى تمزق العلاقات العائلية، وتقضي على الروح الإنسانية وتحرك الكوامن الحيوانية الغريزية دونما سيطرة. ج. لايمكننا أن ننكر أنّ الكادر الإعلامي الغربي مدرك لرسالته ومنسجم مع حضارته ويعرف بدقة ما هي واجباته بغض النظر عن مدى إنسانية هذه الرسالة وتلك الواجبات. أمّا الكادر الإعلامي في العالم الإسلامي فالذي أظنه أنّه في الغالب بحاجة ماسة لتفهم الرسالة الإسلامية وأهدافها الحضارية وواجباته تجاه هذه الرسالة، وأظن أنّ أكبر نقاط الضعف التي ابتلى بها هذا الكادر هو عدم توفر ذلك الفهم الكامل من جهة والتبعية العمياء لأهواء الحكومات المصلحية بل والعميلة أحيانا من جهة أخرى ومن هنا فإن عليه أن يحرر نفسه من هذه القيود ويبدأ مرحلة جديدة تحكمها خطوط عمل أساسية مستمدة من معين الرسالة الإسلامية وفي طليعتها: ضرورة نشر الروح التغييرية الثورية التي يريدها الإسلام في النفوس فتجعلها مستعدة لتطبيق كل تعاليم الإسلام على كل شؤون الحياة. د. أعتقد أنّ كلاً منا لايدرك الآخر وربما كان من الصعب أن نصل إلى قواسم مشتركة وسر هذا الأمر أنّ مبانينا ومنطلقاتنا مختلفة تماماً. فالعالم الإسلامي يقوم على أسس تصورية لايؤمن بها الغرب والعكس بالعكس. وكمثال على ذلك لنلاحظ الأسس التالية: 1. الفطرة الإنسانية: وهي وجود أصيل يسوق الإنسان إلى الحقيقة الإلهية بشكل طبيعي وبدونه يفقد الإنسان إنسانيته.