لتلخيص العلاقة بين الإسلام والغرب اوضح مايلي: أ. أتصور أنّ الإسلام بمقتضى واقعيته المعروفة يسعى عن طريق الدعوة والعرض السليم إلى التحدث مع الفطرة الإنسانية والتأكيد على أنّ كل ما جاء به من تصورات عن الواقع والحياة انما يقوم على أساس منطقي سليم ينسجم مع تطلعات الفطرة الإنسانية وما يطالب به هو أن يحصل الجو الحر الموضوعي للاستماع إلى صوت الإسلام. ورغم الحرية التي يتمتع بها العالم الغربي أو يدعيها في فسح المجال للآراء في أن تعرض نفسها إلاّ أنّ الإسلام يواجه عقبات كبرى في هذا الصدد أهمها التشويش والتشويه الدعائي الواسع الأبعاد ضده وضد كل مقدساته، وذلك عبر القنوات الاعلامية الواسعة وبمختلف الأساليب الماكرة التي كثيراً ما تستغل الفن والقصة والعلم لتموير أفكار معادية للإسلام. وأؤكد أنّ هذه الحملة تنطلق من منطلقات: الأوّل: تعصبي حيث نجد الجهات المتعصبة الصليبية تحمل حقداً تاريخياً ضد الإسلام دونما تأمل في ما يطرحه الإسلام من أفكار إنسانية. الثاني: مصلحي انطلاقاً من النظرة المادية الرأسمالية للحياة ذلك أنّ الإسلام بمقتضى مبادئه لايسمح بخضوع الشعوب الإسلامية للمصالح التوسعية الغربية كما لايسمح بشكل عام باستغلال المستضعفين من قبل الأقوياء المستكبرين الأمر الذي يقف عقبة أمام الاستغلال المادي الوضيع. الثالث: قومي وطني انطلاقاً من تصور الغرب أنّ المسيحية أو بشكل عام الدين الذي لايتدخل في معمعان الحياة هو من الخصائص الوطنية والقومية للشعوب الاوربية وهذا فهم خاطىء للدين والتراث الوطني والقومي وهو الأمر الذي يرفضه المنطق التغييري للبنية الإنسانية فالمهم أن يدين الإنسان بدين الحق بعيداً عن مسائل التعصب الطائفي والقومي والوطني. وأخيراً: فإنّ امتلاك الإسلام لخصائص الدين القيم على الحياة وأساليبه المعنوية والأخلاقية هي الحل البديل للفراغ المعنوي الذي تشعر به الإنسانية هو أحد العوامل المهمة التي حطمت نظام الإلحاد الشرقي وقضت على احلامه بالتالي أعطت دورا جديداً للتعاليم الإسلامية لتملأ هذا الفراغ بعد أن لم تكن باقي الأديان على مستوى الحاجة