وروى البخاري في الخُمس، ومسلم في الدعوات وغيرهما عن علي (عليه السلام): أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا زوّجه فاطمة، بعث معها خميلةً، ووسادةً من أدم حشوها ليف، ورحيين ([120])، وسقا، وجرّتين. فقال علي لفاطمة ذات يوم: والله لقد سنوت ([121]) حتّى اشتكيت صدري، وقد جاء الله أباك بسبي، فاذهبي فاستخدميه. فقالت: والله، أنا طحنت حتّى مجلت ([122])يداي. فأتت النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فقال: ما جاء بك أي بنيّة؟ قالت: جئت لأسلّم عليك، واستحيت أن تسأله ورجعت. فقال ([123]): ما فعلتِ؟ قالت: استحييت أن أسأله، فأتياه جميعاً، فقال علي: يا رسول الله، والله لقد سنوت حتّى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت فمجلت يداي، وقد جاءك الله بسبي وسعة، فاخدمنا، فقال: والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفّة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم، ولكنّي أبيعهم وأنفق عليهم، وأحفظ عليهم إيمانهم. فرجعا، فأتاهما وقد دخلا في قطيفتهما، إذا غطّت رأسيهما تكشّفت أقدامهما، وإذا غطّت أقدامهما تكشّف رأساهما، فثارا، فقال: مكانكما، ثمّ قال: ألا أُخبركما بخير ممّا سألتماني؟ قالا: بلى، قال: كلمات علّمنيهنّ جبريل، تسبّحان الله في دبر كلّ صلاة عشراً، وتحمدان الله عشراً، وتكبّران عشراً. وإذا أويتما إلى فراشكما فسبِّحا الله ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبِّرا أربعاً وثلاثين.