وظاهر حديث حجر الأول أنّ المصطفى لمّا خطبها الشيخان ابتدأ ([89]) علياً فزوّجه إيّاها بغير طلب. وظاهر الباقي أنّه لمّا خطباها علم علي فجاء فخطبها، فأجابه، ويدلّ عليه كثير من الأخبار المارّة. والظاهر أنّ الواقعة تعدّدت، فخطباها فلم يجب ولم يردّ، فجاء علي فوعده وسكت، فلم يعلما بوعده فأعاد، فابتدر وزوّجها من علي لسبق إجابته له. وفي حديث عكرمة: أنّه استأذنها قبل تزويجها منه ([90]). فقد روى ابن سعد عن عطاء قال: خطب علي فاطمة، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ علياً يريد يتزوّجك، فسكتت، فزوّجها ([91]). ففيه: أنّه يستحبّ استئذان البكر، وأنّ إذنها سكوتها، وعليه الشافعي ([92]). وروى ابن أبي حاتم عن أنس وأحمد عنه بنحوه، قال: جاء أبو بكر وعمر يخطبان فاطمة إلى المصطفى (صلى الله عليه وآله)، فسكت ولم