يرجع إليهما شيئاً، فانطلقا إلى عليٍّ يأمرانه ([93]) يطلب ذلك. قال علي (عليه السلام): فنبّهاني لأمر، فقمت أجرّ ردائي حتّى أتيته (صلى الله عليه وآله)، فقلت: تزوّجني فاطمة؟ قال: وعندك شيء؟ قلت: فرسي وبدني قال: أمّا فرسك فلا بدّ لك منه، وأمّا بدنك ـ أي درعك ـ فبعها، فبعتها بأربعمائة وثمانين، فجئته بها فوضعها في حجره، فقبض منها قبضةً فقال: أي بلال، ابتع بها طيباً. وأمرهم أن يجهّزوها، فجعل لها سريراً مشروطاً ووسادةً من أدم حشوها ليف، وقال لي: إذا أتيت فلا تحدثنّ شيئاً حتّى آتيك. فجاءت أُم أيمن فقعدت في جانب البيت وأنا في جانب، فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: هاهنا أخي؟ قالت أُم أيمن: أخوك وتزوّجه ابنتك؟ قال: نعم، فدخل فقال لفاطمة: آتيني بماء، فقامت فأتت بقعب ـ أي: قدح ـ في البيت، فأتته فيه بماء، فأخذه ومجّ فيه، ثمّ قال لها: تقدّمي، فتقدّمت، فنفخ بين يديها ([94]) وعلى رأسها وقال: اللّهم إنّي أُعيذها بك وذرّيتها من الشيطان الرجيم، ثمّ قال: أدبري، فأدبرت، وصبّ بين كتفيها، ثمّ فعل مثل ذلك مع عليٍّ ثمّ قال له: ادخل بأهلك باسم الله والبركة ([95]). وأخرج الخطيب البغدادي في كتاب (التلخيص) عن أنس قال: بينما أنا عند المصطفى (صلى الله عليه وآله) إذ غشيه الوحي، فلمّا سري عنه قال لي: