الخامسة: يقال: إنّها لم تغسَّل بعد الموت، وإنّها غسَّلت نفسها لما رواه الإمام أحمد في مسنده وابن سعد في طبقاته عن أُم سلمى ([282])، قالت: اشتكت فاطمة شكواها الّتي قُبضت فيها، فكنت أمرضها، فأصبحت يوماً، وخرج علي لبعض حاجته، فقالت: يا أُمّه، اسكبي لي غسلاً، فسكبت لها غسلاً، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثمّ قالت: أعطيني ثيابي الجدد، فلبستها، ثمّ قالت: قرِّبي فراشي وسط البيت، فاضطجعت واستقبلت القبلة، وجعلت يدها تحت خدّها وقالت: يا أُمّه، إنّي مقبوضة وقد تطهّرت، فلا يكشفني أحد، فقُبضت مكانها، فجاء علي فأخبرته، فقال: لا والله، لا يكشفها أحد، فدفنها بغسلها ذلك ([283]). حديث غريب، وإسناده جيد، ولكنّ فيه: ابن إسحاق، وقد تعقّبه. وله شاهد مرسل، وهو: مارواه عبد الله بن محمّد بن عقيل: أنّ فاطمة لمّا حضرتها الوفاة أمرت علياً فوضع لها غسلاً، فاغتسلت وتطهّرت، ودعت بثياب أكفانها، فأُتيت بثياب غلاظ خشنة، فلبستها، ومسّت من حنوط، ثمّ أمرت ألاّ يكشفها أحد إذا قُبضت، وأن تدرج كما هي في ثيابها، فقلت له: هل علمت