ما جعت بعد ذلك أبداً ([276]). رواه الطبراني في الأوسط، وفيه: عقبة بن حميد ([277])، وثّقه ابن حبّان وغيره، وضعّفه بعضهم، وبقية رجاله موثّقون ([278]). وروى أحمد عن أنس: أنّ بلالاً أبطأ عن صلاة الصبح، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما حبسك؟ قال: مررت بفاطمة تطحن، والصبي يبكي، فقلت لها: إن شئت كفيتك الرحى وكفيتني الصبي، وإن شئت كفيتك الصبي وكفيتني الرحى، قالت: أنا أرفق بابني منك، فذلك الّذي حبسني ([279]). وروى الطبراني بسند حسن عن فاطمة: أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) أتاها يوماً فقال: أين ابناي؟ ـ يعني الحسن والحسين ـ قالت: أصبحنا وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق، فقال علي: أذهبُ بهما، فإنّي أخاف أن يبكيا عليك وليس عندك شيء، فذهب بهما إلى فلان اليهودي. فتوجّه إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجدهما في سربة ([280])، بين أيديهما فضل من تمر، فقال: يا علي، ألا تنقلب بابنيَّ قبل الحرّ؟ قال علي: أصبحنا وليس عندنا شيء، فلو جلست يارسول الله حتّى أجمع لفاطمة بعض تمرات، فجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى اجتمع لفاطمة شيء من تمر، فجعله في صرّته، ثمّ أقبل، فحمل النبيّ (صلى الله عليه وآله) أحدهما وحمل علي الآخر حتّى أقبلهما ([281]).