وكفرهم، وتحريفهم لكتاب الله. فكانت النقلة المنطقيّة للنبوّة من نسل إسحاق ويعقوب إلى نسل إسماعيل، متمثّلاً في نبوّة سيّد الخلق محمّد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه، من نسل إسماعيل بن إبراهيم. ولكي يتحقّق الوعد الإلهي لإبراهيم، أبي الأنبياء (عليه السلام)، بأن تظلّ البركة والنبوّة والحكم في نسله بعد أن غضب على اليهود للأبد. وتأسيساً على ما سبق، نستطيع أن نردّ الردّ العلمي والمنطقي على مزاعم كثيرة كما يلي: 1 ـ مزاعم من ينكر على العرب أن يُبعث فيهم نبيّ منهم; فالعرب كما هو معروف للجميع هم من نسل إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام)، فغضب الله على اليهود ـ وهم من كانت فيهم النبوّة ـ قد وصل إلى ذروته بقتلهم الأنبياء، وآخرهم يحيى، وهمّهم بصلب المسيح، فما كان الله ليبعث فيهم أنبياء بعد أن انتهى النسل اليعقوبي، وما كان الله ليخلف وعده لإبراهيم بالنبوّة والحكم في نسله (وليس في أتباعه) كما هو واضح أيضاً في نصوص العهد القديم من التوراة[661]. ومن تصاريف المقادير أن تتحقّق في نبوّة محمّد (صلى الله عليه وآله) مملكة أكبر وأوسع من مملكة بين الفرات والنيل «لنسلك من بعدك أعطى هذه الأرض»[662]. 2 ـ الميراث الذي وعده الله لإبراهيم من الفرات إلى النيل كان في نسله فقط، وليس لأتباعه من اليهود; كما هو منصوص عليه أيضاً في العهد القديم من التوراة[663]. وبناءً عليه تنهدم النظريّات التي يروّج لها اليهود في دولة من النيل إلى الفرات،