روى أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني بالإسناد إلى سماعة قال: سألت أبا الحسن الكاظم(عليه السلام) عن الخمس؟ فقال: «في كلّ ما أفاد الناسُ من قليل أو كثير»[433]. وروى الشيخ أبو جعفر الطوسي بالإسناد إلى عليّ بن مهزيار: أنّه كتب إليه أبوجعفر الجواد(عليه السلام): «... والغنائم والفوائد ـ يرحمك الله ـ فهي الغنيمة يغنمها المرء، والفائدة يفيدها، والجائزة التي لها خطر، والميراث...»[434]. معضلة قراءة النصّ: هناك معضلة في قراءة النصوص، ولاسيّما المنتمية إلى وحي السماء. وقد حسب البعض أن لا مفهوم لها ذاتيّاً، وإنّما هو حسبما يرتئيه المفسّر من رأي يحمّله على النصّ تحميلاً، ومن ثمّ جاء الاختلاف في قراءة النصّ الديني بالخصوص; نظراً لاختلاف عقائد وآراء المنتمين إلى تلك الأديان، فكلٌّ يفسّره حسبما يرتضيه من الرأي المختار عنده، ويرفض قراءة الآخرين. وما هذا الاختلاف بين أرباب النحل والمذاهب إلاّ نتيجة اختلافهم في فهم النصّ، كلٌّ حسبما بناه من أُسس ومباني لفهم الشريعة والدين.. فللمعتزلي فهمه الخاصّ عن القرآن الكريم، وللأشعري فهمه حسبما يرتئيه، كلٌّ يضرب على وتره، ويحاكي شاكلته التي هو بناها لنفسه. وفي ذلك يقول بعضهم: «إنّ النظرة الحديثة ـ في أوساط غير مؤمنة ـ تعتبر من الألفاظ والكلمات كمرايا يُتَرآأى فيها ذهنيّات المخاطبين بها، فيرون فيها مفروضاتهم هم، والتي حاكوها هم لأنفسهم من ذي قبلُ.. فيفسّرونها حسب تصوّراتهم ذاتيّاً، كمن يرى نفسه في المرآة لا شيء سواه»[435].