والنخعي، وغيرهما من أصحاب القول في التفسير. قال قتادة: «هي كناية عن الشدّة»، وقال إبراهيم النخعي: «أي: عن أمر عظيم»[22]. قال الإمام الزركشي: «وأصل هذا: أنّ الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى معاناة، ويجدّ فيه، شمّر عن ساقه، فاستعيرت الساق في موضع الشدّة»[23]. وقال العلاّمة الزمخشري: «الكشف عن الساق والإبداء عن الخِدام[24]، مَثَلٌ في شدّة الأمر وصعوبة الخطب، وأصله في الروع والهزيمة، وتشمير المخدّرات عن سوقهنّ في الهَرَب، وإبداء خدامهنّ عند ذلك، قال حاتم: أخو الحرب إن عضّت به الحربُ عَضّها *** وإن شمّرت عن ساقها الحربُ شمّرا وقال ابن الرقيّات: تُذهل الشيخ عن بنيه وتبدي *** عن خِدامِ العقيلة العذراءِ قال: فمعنى: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاق) في معنى: يوم يشتدّ الأمر ويتفاقم، ولا كشف ثمّ ولا ساق، كما تقول للأقطع الشحيح: يده مغلولة، ولا يد ثمّ ولا غُلّ، وإنّما هو مثل في البخل. قال: وأمّا من شبّه[25] فلضيق عَطَنه[26]، وقلّة نظره في علم البيان[27]. قال: والذي غرّه منه حديث ابن مسعود: «يكشف الرحمان عن ساقه، فأمّا