المؤمنون فيخرّون سجّداً، وأمّا المنافقون فتكون ظهورهم طبقاً طبقاً، كأنّ فيها السفافيد...»[28]. وقال معترضاً على غفلتهم عن أساليب اللغة: ثمّ كان من حقّ الساق ـ لو اُريد بها ساق الرحمان ـ أن تُعرّف; لأنّها ساق مخصوصة معهودة عندهم[29]. وهكذا قال الثعلبي: «(يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاق) أي: عن أمر شديد فظيع، وهذا من باب الاستعارة، تقول العرب للرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج فيه إلى جدّ وجهد، ومعاناة ومقاساة للشدّة: شمّر عن ساقه، فاستعير الساق في موضع الشدة. قال دُرَيد بن الصمّة يرثي رجلاً: كميش الإزار خارج نصف ساقه *** صبور على الجلاء طلاّع أنجد ويقال للأمر إذا اشتدّ وتفاقم، وظهر وزالت عماه: كشف عن ساقه، وهذا جائز في اللغة وإن لم يكن للأمر ساق. وهو كما يقال: أسفر وجه الأمر، واستقام صدر الرأي. قال الشاعر يصف حرباً: كشفت لهم عن ساقها *** وبدا من الشرّ الصراح وقال آخر: قد كشفت عن ساقها فشدّوا *** وجدّت الحرب بكم فجدّوا