ولم تنقطع المحاولات في هذا الاتّجاه من أطراف اليهود أيضاً، والوفود القادمة من شرق الجزيرة وغربها من أجل تحدّي هذا الفكر الذي أبهر قلوب أتباعهم ومواليهم. بل لم يأل بعض الأطراف السياسية في وقتنا الحاضر جهداً من استخدام هذا الأسلوب في سبيل قمع الإسلام، والاستعانة بالخبرات «الإسرائيلية» في سبيل تكريس فكرة كون الدين مجرّد طقوس تؤدّى بصفة روتينية ويومية، ولا علاقة له بالسياسة والحكم! أي أنّه لا يعدو كونه مجموعة من الممارسات التي تقام للتبرّك، تمسّ الإنسان في أوقات محدّدة!! إنّ هذا النموذج الذي يحاول الأعداء تصويره في ذهنية الرأي العام الإسلامي، وتصديره على كونه دين الإرهاب والقسوة إلى جميع أنحاء العالم الآخر، يمثّل ـ بلاشكّ ـ نموذجاً جامداً ومشوّهاً للإسلام وفكره الوقّاد، الذي لم يستطع الكاردينال الفرنسي الشهير بول بوبار من كتمان رأيه في حوار أجرته معه يومية «لوفيغارو» فقال: الحقيقة أنّ الإسلام يمثّل نموذجاً معيشياً رائعاً يمسّ جميع جوانب حياة الفرد!