اللقاء، وداعياً إلى استخدام المنطق السليم; منطق الحوار الهادئ الموضوعي، إلى ما هنالك من عناصر آثرنا ألاّ نذكرها ولا نستشهد لها; لوضوحها، ولئلاّ يطول بنا المقام. إنّ الإيمان بهذا المبدأ له مقتضياته التي سنشير إليها إن شاء الله تعالى فيما بعد، ولكنّه يعدّ من ركائز حركة التقريب. سادساً: مبدأ الأُخوّة الإسلامية، وهو جزء من الخطّة التي أشرنا إليها أعلاه، ولكنّا آثرنا التركيز عليه لأنّه أهمّ جزء، ولأنّه ينظّم مجمل العلاقات الاجتماعية في الإسلام، ولأنّنا نعتقد أنّ آثاره لا تقتصر على الجوانب الأخلاقية فحسب، بل تتعدّاها إلى الجوانب التشريعية، وتترك أثرها الكامل على عملية الاجتهاد نفسها، لكي لانشهد في هذه الساحة أحكاماً تتناقض معه. هذه الأُسس الخمسة هي أهمّ ما يمكن أن تبتني عليه حركة التقريب، فيكاد التصديق بالأُسس يؤدّي بشكل منطقي عفوي للإيمان بهذه الحركة. ومن هنا فنحن نعتقد أنّ التقريب لايقتصر على الجوانب الأخلاقية أو الجوانب الشعارية، ولايتحدّد بالجوانب التشريعية أيضاً، بل يعبرها إلى مختلف الجوانب الفكرية والحضارية. وينبغي أن تشترك فيه كلّ النخبة المفكِّرة: الفقهية والفكرية، بل يجب بشكل كامل ـ وربّما بشكل أولى ـ أن تعبر النخبة إلى الجماهير، فيبدأ تثقيفها بثقافة التقريب. لأنّ الإسلام إن كان يسمح بالاختلاف الفكري غير المخرّب والطبيعي، فإنّه لايسمح مطلقاً بأدنى خلاف في الموقف العملي من القضايا المصيرية: الداخلية والخارجية، ولذلك يعتبر الرادّ على الحاكم الشرعي، وهو الجهة التي يفترض بها أن تكون الموحِّدة للموقف العملي للأمة، رادّاً على الله، بعد أن اقترنت طاعته بطاعة الله ورسوله. المبادئ والقيم التي ينبغي أن يلتزم بها التقريبيون وبناءً على تلك الأُسس، وتبعاً لما أعلنه العلماء والدعاة التقريبيون، فإنّنا ندعو للقيم التالية، معتبرين إيّاها خطوطاً عامةً للسياسات التي ينبغي أن يراعيها الخطّ التقريبي ليحقّق أهدافه المرجوّة.