تؤمن بها كلّ المذاهب الإسلامية دون استثناء، وهي: أولاً: الإيمان بأصول الإسلام العقائدية الكبرى، وهي: التوحيد الإلهي في الذات والصفات والفعل والعبادة، وبالنبوة الخاتمة لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، والقرآن الكريم الذي جاء به وما فيه، والمعاد يوم القيامة. ثانياً: الالتزام الكامل بكلّ ضروريات الإسلام وأركانه، من الصلاة والزكاة والصوم والحجّ وغيرها. ثالثاً: الالتزام الكامل بأنّ الكتاب الكريم والسنّة النبوية الشريفة هما المصدران الأساسيان لمعرفة رأي الإسلام في شتّى الأمور: المفاهيم عن الكون والحياة والإنسان: ماضيه وحاضره ومستقبله في الحياتين، والأحكام والشريعة التي تنظّم حياته وسلوكه الفردي والاجتماعي. أمّا الأصول والمصادر الأخرى; كالعقل والقياس والإجماع وأمثالها، فهي لاتملك أيّة حجّية إلاّ إذا استندت إلى ذينك المصدرين الكريمين، واستمدّت مصدريّتها منهما. فإذا ثبت عدم الاستناد في الأصل إليهما، فضلاً عمّا إذا ثبتت مخالفة الرأي أو المنقول عنهم للكتاب والسنّة، فإنّهما يُرفَضان لا محالة. وقد صرّح ائمة المذاهب جميعاً بهذه الحقيقة بوضوح، وأنّهم يستقون من هذين المصدرين لا غير. فقد وردت روايات كثيرة عن أهل البيت (عليهم السلام) تؤكّد ذلك، من قبيل قول الإمام الصادق: «كلّ شيء مردود إلى الكتاب والسنّة»[41]. ويقول الإمام مالك بن أنس: «إنّما أنا بشر أُصيب وأُخطئ، فأعرضوا قولي على الكتاب والسنّة»[42]. ويصرّح الشافعي بما يقرب من هذا[43].