1 ـ المذهب الإمامي الاثنا عشري، وقد وسّع معارفه الإمام الباقر وابنه الإمام الصادق من أهل البيت (عليهم السلام). 2 ـ المذهب الزيدي. 3 ـ المذهب الحنفي. 4 ـ المذهب الشافعي. 5 ـ المذهب المالكي. 6 ـ المذهب الحنبلي. 7 ـ المذهب الإباضي. ولسنا في صدد البحث عن مقدّمات نشوء المذاهب، ولا عن عوامل الانقراض أو الانتشار، وهي عوامل علمية وشخصية، وعوامل سياسية واجتماعية... وغير ذلك، إلاّ أنّ الأهمّ من ذلك هو ذكر النقاط التالية: أولاً: لقد كان ظهور المذاهب تعبيراً عن تطوّر في العقلية الإسلامية، سدّاً لفراغ غياب الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وانقطاع الوحي من جهة، وتوسّع الحاجات وكثرة الحوادث وتعقّد المجتمعات من جهة أُخرى، وربّما لتراكم المعارف الفقهية، وانطراح الفروع المتصوّرة من جهة ثالثة. فهي إذاً حالة طبيعية، صحّية وحضارية. ثانياً: وهذه المذاهب تشكّل ثروةً فكريةً غنيةً للحضارة الإسلامية لايُستهان بها، كما تمنح الحاكم الإسلامي ـ كما الفرد المسلم ـ مساحةً للاختيار الأفضل في مجال عملية تطبيق الشريعة في الحياة الفردية[37] والاجتماعية، باعتبار أنّ الرأي الذي ينتج عن عملية إسلامية معترف بها، وهي الاجتهاد، تصحّ نسبته إلى الإسلام، وحينئذ ينفتح أمام الحاكم الشرعي مجال واسع للمناورة، وانتخاب الأصلح من الآراء، ممّا يحقّق المصالح، حتّى لو لم يتّفق الحاكم مع الرأي في اجتهاده الشخصي، بل يمكنه أن يقوم بعملية توفيق وتركيب بين الآراء للوصول إلى النظرية والمذهب الاجتماعي الأصلح، ممّا يعبّر أصدق تعبير عن المرونة الإسلامية[38]. ثالثاً: هذه المذاهب ـ كما قلنا ـ شكّلت غنىً للحياة الإسلامية، وحالةً طبيعيةً كان الوصول إليها متوقّعاً، إلاّ أنّ الذي حوّل هذه الظاهرة الطبيعية إلى ظاهرة سلبية على المسيرة