ولكنّ وتيرة الاجتهاد ارتفعت بطبيعة الحال بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله)، وهكذا استمرّت بشكل أشدّ في عصر التابعين، إلاّ أنّ المذاهب لم تظهر بشكل واضح محدّد المعالم إلاّ بعد هذا العصر. ويرى الأستاذ السيّاس: أنّ العالم الإسلامي شهد منذ أوائل القرن الثاني وحتّى منتصف القرن الرابع 138 مدرسةً ومذهباً فقهياً، حتّى أنّ الكثير من البلدان كان يمتلك مذهباً خاصّاً به[34]، في حين ذكر الأستاذ أسد حيدر أنّها كانت تزيد على الخمسين[35]. وكانت هذه المذاهب التي ظهرت بعد طبقة التابعين ـ كما يرى بعض العلماء ـ مذاهب فردية، لم تتبنّ من قبل أتباع أصحابها، ولذلك انقرضت بانقراض أتباعها، وأُخرى جماعية نضجت في ظلّ ما دونه أصحابها وأتباعهم في مجموعة متكاملة[36]. ومن المذاهب البائدة: 1 ـ مذهب الحسن البصري (23 ـ 110هـ ). 2 ـ مذهب ابن أبي ليلى (74 ـ 148هـ ). 3 ـ مذهب الأوزاعي (88 ـ 157هـ ). 4 ـ مذهب سفيان الثوري (97 ـ 161هـ ). 5 ـ مذهب الليث بن سعد (توفّي عام 175هـ ). 6 ـ مذهب إبراهيم بن خالد الكلبي (توفّي عام 240هـ ). 7 ـ مذهب ابن حزم داود بن علي الأصبهاني الظاهري (202 ـ 270هـ ). 8 ـ مذهب محمد بن جرير الطبري (224 ـ 310هـ ). 9 ـ مذهب سليمان بن مهران الأعمش (توفّي عام 148هـ ). 10 ـ مذهب عامر بن شرحبيل الشعبي (توفّي عام 105هـ )، وغيرهم كثير. أمّا المذاهب التي استمرّت مع الزمن وحتّى اليوم، فهي: