هذا وقد اعتمدت «الإيسيسكو» المنظمة العالمية الإسلامية للتربية والعلوم التقريب هدفاً، وعقدت له مؤتمرات في شتّى أنحاء العالم. كما قامت المراكز العلمية الدينية في البلدان الإسلامية; كالمغرب ومصر والجزائر والأردن وسورية ولبنان وإيران وباكستان والسودان وماليزيا واندونيسيا... وغيرها بعقد الندوات والمؤتمرات العالمية لتركيز هذه الحقيقة. سادساً: إنّنا يجب أن نحدّد ماذا نعني بالأصول، حتّى يتّضح لنا ماذا نقصد من قولنا: عدم وجود الاختلاف فيها. وإذا لخّصنا البحوث المفصّلة حول الحدود التي تفصل بين الإسلام واللاإسلام استناداً للآيات الكريمة والروايات الشريفة، فإنّها جميعاً تركّز على الحدود التالية: 1 ـ الإيمان بالتوحيد الإلهي إجمالاً. 2 ـ الإيمان بنبوة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ولزوم طاعته في كلّ ما يصدر عنه. 3 ـ الإيمان بالقرآن الكريم، والعمل بكلّ أوامره ونواهيه، وقبول كلّ تصوّراته وتعاليمه. 4 ـ الإيمان بالمعاد إجمالاً. 5 ـ الإيمان بتشريع الإسلام كمجموعة من الأحكام التي تنظّم السلوك الفردي والاجتماعي، ولزوم تنفيذها. ولا أجد أيّ خلاف على هذه الأصول مطلقاً. نعم هناك خلافات حول التفصيلات مثلاً: 1 ـ في الصفات الإلهية وعلاقتها بالذات. 2 ـ في المسائل العقائدية الفرعية; كالجبر والاختيار والقضاء والقدر، والشفاعة، وغير ذلك. 3 ـ في إثبات بعض الروايات وردّها، سنداً أو دلالةً. 4 ـ في مسائل الخلافة والإمامة. 5 ـ في بعض الأحكام التشريعية. الاّ أنّهم متّفقون جميعاً على أنّه إذا ثبت شيء بالقرآن الكريم أو السنّة الشريفة فإنّه يجب الإذعان له دونما تردّد.