2 ـ أنّ الاختلاف بين المذاهب الإسلامية إنّما هو في اختلاف المصادر. 3 ـ اتّهام كلّ طرف الآخر بالابتداع. 4 ـ اتّهام كلّ طرف الآخر بالشرك عبر تبيين لوازم العقيدة. 5 ـ اتّهام كلّ طرف الآخر بالنفاق والتآمر. 6 ـ تصوّر أنّ القبول بالحوار ينمّ عن شكٍّ في المذهب، أو قبول ضمني بآراء الآخرين. 7 ـ تصوّر أنّ التقريب يستهدف التذويب، وحمل الناس على مذهب واحد، وهو أمر باطل، فالتقريب باطل! 8 ـ تصوّر أنّ التقريب يسهّل الأمر للانتقال من مذهب لآخر، وبالتالي تخريب المعادلة بين المذاهب. 9 ـ تصوّر أنّ التقريب غطاء للتسلّل إلى المذهب الآخر، وتبليغ التعاليم المنافية له، والتشكيك فيه. 10 ـ تصوّر أنّ التقريب حركة ذات مصلحة سياسية بعيدة عن جوهر الدين. إلى ما هنالك تصوّرات واجهت شخصياً بعضها، وقرأت عن البعض الآخر الكثير. ولكنّي أُشهد الله تعالى على ما في قلبي وفكري حين أقول: إنّي لم أر لهذه الشبهات أيّ واقع، ولاأرى أنّها تعدو مرحلة (الشبهة) وإن كنت لاأمانع أن تقوم جماعة بدراستها وكشف زيفها. ولكنّي أشير هنا إلى الحقائق التالية: أولاً: إنّنا لاحظنا مسألة اهتمام القرآن بالحوار حتّى مع المشركين وأهل الكتاب، فكيف نتصوّر منعه للتفاهم بين المسلمين. ثانياً: أنّ هناك بحثاً قرآنياً وحديثياً واسعاً حول «المداراة» كصفة رائعة للمسلم، يتعامل بها مع الآخرين، ولا مجال للتفصيل هنا. ثالثاً: أنّ الائمة كانوا يعيشون معاً، ويدرس بعضهم على بعض، حتّى ليتباهى بعضهم بفترة دراسته هذه، كما لم يكونوا ليحتكروا العلم بالحقيقة، في حين نجد بعض أتباعهم يبتعدون حتّى عن التفاهم.