وتأييد إلهي موعود، ومقوّمات واقعية للوحدة. ولمّا لم يكن ليستطيع تغيير أيّ عنصر سوى الوحدة، فهو يركّز جلّ اهتمامه وتآمره على تمزيق هذه الوحدة، مستفيداً كما قلنا من جهل بعض المسلمين، ومن تعصّب الآخرين، ومن مصالح الخاضعين لسياسته الجائرة. وهو يسخّر لهذا الهدف أساطيله الإعلامية، وعقوله المخطّطة، وعملاء في المنطقة، سواء العملاء الفكريّون أو الجواسيس والمتسلّطون. فما العمل على ضوء هذا؟ إنّنا نعتقد أنّ الشعوب الإسلامية اليوم في يقظة عظمى، وفي شوق كبير لتحقيق الوحدة الحقيقية، وهذه اليقظة هي مقدّمة العمل الكبيرة. فعلينا إذن: 1 ـ أن نفضح مخطّطات الاستكبار العالمي، وهو أمر سهل، فيكفي مجرّد عرض بعض المواقف الاميركية ليكتشف المسلم الواقع. 2 ـ كما أنّ علينا أن نعرض حقيقة التزييف الوحدوي المطروح على الساحة، ونري أفراد الأمة بالأرقام المحسوسة كذبه وافتراءه. 3 ـ ومن ثم ننطلق باسم القرآن الكريم لنعمّق أساليب القرآن العاملة على الوحدة في الأمة المسلمة أسلوباً أسلوباً، فنذكّر بمحور الوحدة الإسلامية: حبل الله، ونذكّر بآثار الوحدة هذه... ونركّز على وحدة الأصل والمسير والهدف... ونغرس الأخلاقية في النفوس... ونصوّر للأمة أهدافها ووظائفها السامية... ونشيع مقاييس التفاضل الأصلية... ونؤكّد على نقاط الالتقاء... ونتّبع الأسلوب الأمثل للمحاورة البنّاءة. وأخيراً يجب أن لاننسى الدور الذي يمكن أن يؤدّيه تكتيل الأمة حول قضاياها المشتركة في فلسطين وغيرها. إنّنا نمتلك كلّ عوامل الوحدة الحقيقية على الصعيد العقائدي والعاطفي والأخلاقي والسلوكي، فيجب أن لاتمنعنا بعض الاختلاف في الرأي والاجتهاد من أن نلتحم بوجه العدوّ. إنّنا بالإضافة لما سبق نملك بلا ريب استراتيجية واحدة، وتتوقّف مصالحنا السياسية على هذا الموقف الواحد ضدّ الاستكبار العالمي.