لقيادة الأمويّين الذين أذاقوا أهل البيت الأمرّين، وهو دعاؤه المعروف بدعاء «أهل الثغور» الذي يقول فيه: «اللّهم صلِّ على محمد وآله، وحصِّن ثغور المسلمين بعزتك، وأيِّد حماتها بقوتك... وكثِّر عددهم، واشحذ أسلحته... وألِّف جمعهم، ودبِّر أمرهم، وواتر بين مسيرهم، وتوحد بكفاية مؤنهم، وأعضدهم بالنصر، وأعنهم بالصبر... اللّهم أعزّ بكلّ ناحية من المسلمين على من أزاءهم من المشركين، وأمددهم بملائكة من عندك مردفين»[26]. كذا الحال مع الإمام الباقر (عليه السلام) الذي كان يضع علمه وخبرته تحت تصرّف الدولة الإسلامية، ومن ذلك حلّه مشكلة السكّة «ضرب النقود» حين قنّنها الروم على المسلمين، فأشار الإمام الباقر (عليه السلام) على عبدالملك بن مروان بأن يضرب السكّة باسمه. ثم مواقف الإمام الصادق (عليه السلام) من قضايا الخلاف الكبرى بين الفرق الإسلامية في العهد العباسي، فكان يوجّه أصحابه وشيعته بشأن سلوكهم مع أتباع المذاهب الأخرى، فيقول: «صلّوا في جماعتهم، وعودوا مرضاهم، واحضروا جنائزهم وموتاهم، حتّى يقولوا: رحم الله جعفر بن محمد، فلقد أدّب أصحابه، كونوا زيناً لنا ولاتكونوا شيناً علينا»[27]. والأمر نفسه كان يحدث مع الأئمة الآخرين، وبالإمكان مراجعة مواقفهم كما جاءت في المصادر التاريخية وفي كتب التراجم الموثّقة. وعموماً فإنّ هذه المواقف كانت تعبّر عن نظرتهم المتفرّدة لقضايا الأمة، وتشخيصهم الدقيق لمصلحتها العليا. النتائج نخلص ممّا سبق إلى نتائج نضعها بين أيدي الباحثين والمختصّين، للتداول، والحوار، بهدف إثرائها وبلورتها: 1 ـ أنّ القرآن الكريم والسنّة الشريفة أكّدا مرجعية أهل البيت العلمية العامة لكلّ المسلمين. 2 ـ أنّ السنّة الشريفة الصحيحة كشفت عن المقصود بأهل البيت بصفاتهم وعددهم.