وهذا الرئيس، وهم لا يملكون مستوى فهمه واستنباطه. إنّنا نسأل هؤلاء هل تستطيعون أن ترونا مبدأً فيه بعض ما في الإسلام ولا تخصّص فيه؟ إنّنا نؤكّد لزوم الحاجة إلى الأخصائيين الإسلاميين، ونسمّيهم بـ «الفقهاء»، ولزوم أن يكونوا عدولاً، لا يذعنون لهوىً نفسي، ولا يركعون أمام ظالم أو طاغوت. المحور الثالث: المرجعية العلمية والتفسيرية لأهل البيت (عليهم السلام) ظلّ موضوع المرجعية العلمية للمسلمين محوراً للنقاش والبحث طيلة مئات من السنين، وكانت أهمية هذا الموضوع تزاد كلّما ابتعد المسلمون زمنياً عن عصر صدر الإسلام، وتحديداً عصر النصّ القرآني والنبوي. وكان من شأن اتّفاق المسلمين على مساحة مشتركة في المجال أن يشكّل أحد أهم محاور الوحدة الإسلامية. وإذا كان القرآن الكريم وسيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسنّته المحورين الأساسيّين اللذين يشكّلان الإطار الذي يجمع المسلمين في داخله، فإنّ المرجعية العلمية التي تفسّر القرآن الكريم، وتكشف عن وجوهه، وتحسم حالة الاختلاف حول أحكامه في الجانبين: العقيدي والفقهي، وكذا الحال بالنسبة للسنّة النبوية الشريفة، هذه المرجعية العلمية هي أهمّ قضية ظلّت حائلاً دون اتّفاق المسلمين في البعد العلمي للاختلاف. وهنا نحاول استئناف الحوار العلمي حول هذه المرجعية العلمية، مع افتراض أنّها تتمثّل في أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذ أنّ طرح هذا الافتراض هنا سيحصر موضوع البحث في دائرة واضحة في معالمها، ويحول دون تشتّت محاور البحث، وتشظّي خطّته. ولاشكّ أنّ هذا الافترض مبني على أُسس رصينه يجدها الباحث في كلّ الكتب التي تتحدّث عن المرجعية العلمية للمسلمين في القرآن والسنّة; لأنّ القرآن والسنّة هما المصدران المقدّسان اللذان يحتجّ بهما المسلمون على اختلاف فرقهم ومذاهبهم. علم أهل البيت (عليهم السلام) في خدمة مصالح الأمة برغم المحن القاسية التي مرّت على أهل البيت في مختلف المراحل والعهود، إلاّ أنّهم