صورةً كاملةً مفصّلةً عن النظام الكامل الشامل للحياة، وبالتالي لم يكن هناك أيّ مبرّر للتوجّه إلى النظم الأخرى لاستجدائها وتطبيقها. أمّا إذا أُقصيت فقد انفتح الباب على مصراعيه للآراء والأهواء المستوردة، وهذه هي الطامّة الكبرى التي ابتُلي بها من يسمّون بالمثقّفين اليوم. 2 ـ العجز والضحالة في الفهم. فقد يؤدّي هذا العجز، وقلّة الثقافة، وعدم التعمّق إلى تبنّي مثل هذا الرأي لئلاّ يبتلي بالعواقب، وربّما كان للشبهات المثارة دورها في تعميق هذا الاتّجاه. 3 ـ توحيد الموقف. فقد أغرى حبّ توحيد الموقف الإسلامي البعض للرضوخ لهذا الرأي; ظانّاً أنّه به يستطيع أن يوحّد الموقف بإرجاع الجميع إلى القرآن الكريم وحده، ولكنّه لايدري أنّه كالمستجير من الرمضاء بالنار، إذ سيمزّق الوحدة بشكٍّ فظيع. ويمكننا أن نذكر هنا بعض العوامل الأُخرى في سياق الكلام. بعض الشبهات المطروحة وأجوبتها ونحن هنا نذكر بعض الشبهات المثارة لنعرف مدى ضحالتها. أولاً: ذكروا أنّ هناك بعض الروايات التي تتحدّث عن الاكتفاء بكتاب الله عن غيره، أو تنهى عن كتابة الحديث... وأمثال ذلك. ولكنّ المرء يكاد يجزم بأنّ هذه الروايات ـ لو صحّت أسانيدها ـ إنّما هي بصدد بيان فضل كتاب الله وعظمته، وأن لا وحشة على من كان معه القرآن، فهو خير أنيس للمؤمنين، لا أن تكون بصدد جعله المصدر الوحيد للتشريع، كيف والقرآن نفسه يدعو إلى الاقتداء والتأسّي والطاعة لرسول الله، والأخذ بما يخبر به المخبرون عن الإسلام وسيرة الرسول (صلى الله عليه وآله). أمّا الروايات التي ادُّعي فيها أنّ بعض الصحابة نهوا عن كتابة الحديث فلا علاقة لها بنفي العمل بالروايات، وإنّما كانت ـ فيما اعتقد ـ تعبرّ عن تحوّط من قبلهم لئلاّ يقع الخلط بين الحديث والقرآن.