إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَة مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُم مِنْهَا كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)[3]. جـ ـ التأكيد على وحدة الأصل والمسير والهدف إنّه يوكّد على أنّ الأصل واحد (خَلَقَكُم مِن نَفْس وَاحِدَة)[4] ويوكّد على أنّ المسير واحد. (شَرَعَ لَكُم مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا)[5]. ويؤكّد على أنّ الهدف واحد (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالاِْنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)[6]. (يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيَطانِ)[7]. د ـ غرس الأخلاقية والتضحية بمصالح الذات ذلك أنّ من الواضح أنّ من شروط الوحدة والسير المشترك: نسيان الكثير من المصالح الذاتية، والعمل لصالح المجموع الواحد. والإسلام العظيم إذ يشكّل المبدأ الوحيد الذي يحلّ المشكلة الاجتماعية (مشكلة التعارض بين الذاتيات ومصالح المجموع) ضمن خطّة رائعة، فإنّه يضع أساس الوحدة. ومن ضمن خطّة الإسلام غرس الروح الأخلاقية في النفوس، روح الإيثار (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)[8] روح العمل في سبيل الله (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً)[9] روح اتّباع رضوان الله. ومن الواضح أنّ هذه الروح إذ تسري في الأفراد تذهب بكثير من عناصر التمزّق والتفرّق والشقاق.