والمرتبط بالله الحقيقة الكبرى في الوجود. (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الاَْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)[1]. وعندما يعمل الإيمان والعاطفة المؤمنة على شدّ القلوب، ويرفدها توفيق الله ومدده، فلن تنفصم هذه الوحدة وهي بالتالي تصنع الأعاجيب والمعاجز كما صنعتها في عصر صدر الإسلام، وهي تصنعها في عصر عودة الإسلام من جديد في إيران الإسلام والثورة. محاور الوحدة الإسلامية المحور الأول: القرآن الكريم إنّ القرآن الكريم إذ يحبّذ الوحدة الإسلامية يضع خطّةً شاملةً كبرى علميةً لتحقيقها، تحتوي على مبادئ مستمدّة من قيمه الحياتية التي يؤمن بها. ولسنا هنا بصدد التعرّض لمجمل هذه الخطّة الكبرى، وإنّما نحاول الإشارة إلى شيء من ملامحها ومبادئها تحقيقاً لهدفنا المنشود من هذا البحث: أ ـ بيان محور الوحدة إنّه يبيّن المحور الأساس الواضح للوحدة والملاك القويم الذي لا يتغيّر ولايتبدّل ولايبعّض ولايمزّق على أيّ حال، وفي أيّ مجال متصوّر. إنّه بتعبير القرآن: حبل الله، والوسيلة لتحقيق مرضاته، إنّه الإسلام والقرآن نفسه، وكلّ خطّ لا يتطرّق الخطأ إليه (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَتَفَرَّقُوا)[2]. ب ـ التذكير بآثار الوحدة وذلك لإبقاء الإحساس بضرورتها حيّاً دائماً في النفوس، دافعاً إيّاها إلى تجاوز الخلافات الوقتية: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ