اللقم، وصبراً على مضض الألم، وإلاّ إيماناً بالنصر المؤكّد. إنّ المسلمين جميعاً ينطلقون من أُصول العقيدة الأُولى، ويرجعون إلى المنبعين الرئيسين: الكتاب الكريم والسنّة الشريفة، ويؤمنون بالإسلام منهج حياة. وما أروع هذه المنطلقات الواسعة إذا استوعبتها الأمة، وإذا صمّمت على تحويل الإيمان بها إلى واقع قائم، وبالتالي لتكوين اللقاء الموحّد في مختلف المجالات! الوحدة الحقيقية غير أنّ القرآن يشير إلى الوحدة الحقيقية، معرضاً عن كلّ أنماط الوحدة الزائفة التي يجمعها عنوان: وحدة الأبدان والمصالح المادية، وهي من قبيل: ـ الوحدة على أساس المصالح السياسية. ـ الوحدة على أساس العروق القومية. ـ الوحدة على أساس التعصّب القبلي. ـ الوحدة على أساس العامل الجغرافي. ـ الوحدة على أساس التاريخ المشترك. إلى غير ذلك من أنواع الوحدة من هذا القبيل. إنّ القرآن لايرى في أيّ من هذه الأشكال عاملاً حاسماً للنصر. وفي المقابل يؤكّد على (وحدة القلوب) تلك الوحدة التي لو أنفق ما في الأرض على تحقّقها بالعوامل المادّية ما تحقّقت. فما هي أُسس وحدة القلوب هذه يا تُرى؟ إنّ لها باختصار أساسين: 1 ـ العقيدة الحيّة الواقعية. 2 ـ العاطفة القائمة على أساس عقائدي. فلا العقيدة لوحدها بقادرة على تجميع القلوب وتآلفها مهما كانت واقعية قوية، ولا العاطفة لوحدها بقادرة على ذلك. ولو أمكن تحقيق ذلك لنجحنا على المدى الطويل في شدّ الأفراد بعضهم إلى البعض الآخر، ودفع الأمة للسير الحثيث نحو الكمال. أمّا الموثّر الحقيقي فهو الإيمان الواعي النافذ إلى الأحاسيس، والمالئ للوجود،