بالنقصان أو بالزيادة، ولابدّ أن يكون هذا الكتاب هو نفسه الذي نزِّل على الرسول، وإلاّ فلا يمكن التمسّك به; لأنّه لم يبق كتاب هداية وسعادة وكمال، والنتيجة عدم وجوب التمسّك، لأنّه لا يجب أمر إلاّ إذا كان ممكناً، والتمسّك بالقرآن على هذا الفرض غير ممكن. ولدينا ملاحظات على هذه الكيفية من الاستدلال نؤجّلها إلى محلٍّ آخر. ومن نوع حديث الثقلين ما ورد في «نهج البلاغة» من كلمات لأمير المؤمنين (عليه السلام) يدعو فيها المسلمين للرجوع إلى القرآن، والاستلهام منه[138]، فإنّه لو كان عرضة للتحريف والنقصان والزيادة لما كانت هذه الوصايا أصلاً للعمل والتطبيق، بل لابدّ وأن يكون هذا القرآن هو ذاته الذي نزل على الرسول (صلى الله عليه وآله) ولم يتعرّض للتحريف، ليتسنّى للمسلمين اللجوء إليه والاستلهام منه، وهذا هو رأي أئمتنا (عليهم السلام) فيه. الدليل الخامس: قراءة سورة كاملة في الصلاة من الأدلّة التي طُرحت كدليل على عدم تحريف القرآن هو وجوب قراءة سورة كاملة بعد الحمد في الركعتين الأُوليين من الصلاة[139]، وهذا هو رأي أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، وقد ورد في ذلك روايات[140]، وبه قال