2 ـ وعن الباقر والصادق (عليهما السلام) في تفسير الآية المزبورة: «إنّه ليس في إخباره عمّا مضى باطل، ولا في إخباره عمّا يكون في المستقبل باطل»[132]. والجواب عن هذا بنحوين: الأول: لاشكّ بعدم وجود تعارض وتناقض في القرآن، ولا باطل في إخباره وتنبّؤاته، والسؤال هو: لماذا حصرتم تفسير الآية بالأُمور الثلاثة المتقدّمة؟ من الطبيعي أن لايكون لهم تبرير منطقي، مع أنّا ذكرنا سابقاً بأنّ (لا) هنا نافية للجنس، وتنفي الطبيعة، وهي تفيد العموم، وهذا واضح جداً، والمفروض نفي كلّ ما صدق عليه الباطل، ولايوجد ما يدلّ على التخصيص. الثاني: تذيّلت الآية (لاَيَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ)بعبارة: (وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ)وهذا التعبير كناية عن الماضي والمستقبل، والمراد من (يأتيه) هو أن لايقدمه شيء من الباطل من خارجه، والتفسير المزبور يشير إلى إتيان القرآن الباطل من داخله، أي: لاتناقض ولاتعارض في ذات القرآن، وهذا يتنافى مع ما توحيه مفردة «الإتيان» والتفسير المزبور يتناسب معه تعبير: ليس فيه باطل. إنّ المعنى المزبور أشار إليه القرآن في غير هذه الآية، إذ قال: