(...وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً)[133]. وهذه قرينة على أنّ المراد من الآية موضع البحث، غير التفسير الذي ذكروه لها، وأنّها في مقام بيان نفي قدوم الباطل الخارجي على القرآن في الماضي والحاضر والمستقبل. أمّا الحديثان فناظران إلى أنواع خاصّة من الباطل، فهما ينفيان هذه الأنواع، لكن ذلك لا يعني انحصار نفي الآية للباطل بما ورد في القرآن، وعليه لا يكونان متنافيين مع عموم الآية. الدليل الثالث: قاعدة اللطف من البحوث المفيدة والمهمّة في علم الكلام هي قاعدة اللطف، التي تقول: إنّ إرسال الرسل وإنزال الكتب من قبل الله الحكيم لطف منه; لأنّه أراد للبشر أن يبلغوا سعادة الدنيا والآخرة، وهم عاجزون عن بلوغها إلاّ من خلال إرسال الرسل وإنزال الكتب، ومن هذا الباب أرسل الله آلافاً من الأنبياء وختمهم بمحمد (صلى الله عليه وآله) وبه انقطع الوحي، قالوا: إنّ هذه القاعدة تقتضي أن يحفظ هذا الكتاب عن أيّ تحريف، باعتباره آخر الكتب السماوية. الدليل الرابع: حديث الثقلين نقل حديث الثقلين متواتراً عن طرق الشيعة والسنّة مع اختلاف