الشبهة الثانية: أنّ الضمير في (له) يعود إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) لا إلى الذكر، فوعد الله بحفظ الرسول لا حفظ القرآن. وهذه الشبهة بدرجة من الضعف والمخالفة للظاهر، بحيث لا يقبلها أحد; لأنّه لا يصحّ رجوع الضمير إلى شيء لم يذكر في الكلام أبداً. * * * الشبهة الثالثة: (حافظون) وردت هنا بمعنى: عالمون. تردُّ هذه الشبهة بانعدام المناسبة بين الحفظ والعلم، فالحفظ لا يأتي بمعنى العلم لغةً ولا مجازاً. وإذا قيل بأنّ معنى «حافظون» هنا هو حفظة القرآن لأنّهم يحفظونه في ذاكرتهم، وهو نوع علم، فنقول: الحفظ هنا ليس بمعنى الحفظ في الذهن لأنّه نسبه إلى الله تعالى، وهذا لا يصحّ. إذن لا يمكن أن تكون «حافظون» بمعنى «عالمون» والحفظ هنا بمعنى: تجنيب الأجانب والمحلدين، ومنعهم من التلاعب في القرآن، رغم وجود تلازم بين الحفظ والعلم. * * * الشبهة الرابعة: (إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) أي: من قدح القادحين وإشكال الملحدين، وبعبارة أخرى: لا نسمح لأحد بأن يورد إشكالاً وشبهةً على القرآن، بل نصرف قلوب هؤلاء وأذهانهم عن ذلك.