القرآن وآياته تذكِّر بالله تعالى، كما تذكر الإنسان بالله باقي آياته الطبيعية والكونية، وذلك من قبيل أن يرى شخص كتاباً يتذكّر كاتبه، والقرآن من هذا القبيل، فإنّ كلاًّ من مواضيعه المتنوّعة تذكّر بالله بنحو ما، وهذه هي مناسبة تسمية الكتاب بالذكر. شبهات وردود طرح الذين قالوا بتحريف القرآن شبهات حول آية الذكر، وهي: الشبهة الأولى: أنّ مفردة «الذكر» لم تأتِ بمعنى القرآن فيها، بل يراد منها الرسول (صلى الله عليه وآله)، وقد تمسّكوا لإثبات رأيهم بما ورد في الآية التالية:(...الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَات...)[125] فالرسول هنا بدل أو عطف بيان للذكر، فهو المراد بقوله: نحن نزّلنا الرسول وإنّا له لحافظون. والجواب: أولاً: لو كان المراد من الذكر هنا هو الرسول لكان من المناسب استخدام لفظة «الإرسال» وما شابهه، لا الإنزال الذي لاينسجم ومفردة «الرسول». فكبار المفسِّرين، من قبيل العلاّمة الطباطبائي رفض هذا التفسير، واعتبر الذكر مفعولاً لفعل محذوف، ومعنى الآية يكون كالتالي: قد