غير مقبول; لأنّ صفة كون الكلمات كلام الله ممّا لا يمكن إزالتها وإعدامها، فإنّ نسبة كلام إلى شخص صدر منه الكلام حقّاً ممّا لا يمكن إعدامها، والكلام الذي صدر من زيد لا يمكن القول بكونه ليس لزيد. نعم قد يأتي يوم على زيد يرفض فيه مضمون الكلام الذي تفوّه به، أو وعد أنّه لا تصدر منه هذه الكلمات مرةً ثانية بعد ذلك... لكن ما صدر منه لا يمكن رفعه وإزالته. وإذا أُريد من نسخ التلاوة عدم جواز تلاوة الآيات المنسوخة، ولزوم حذفها من المصاحف، أي: نسخ حكم تلاوتها وكتابتها، لا في نفس كونها قرآناً أو آيات، ولم تزل صفة كونها من القرآن ومن كلام الله، لكن أقصى ما هناك أنّ أحكام القرآن لا يترتّب عليها، من قبيل: جواز لمسها من قبل المجنب وغير المتوضِّئ، فهذا في الحقيقة نسخ أحكام هذه الألفاظ، لا نسخ الألفاظ ذاتها. نحن نعتقد أنّ ألفاظ القرآن معجزة، ولا معنىً ولا مفهوم يتصوّر لنسخ ألفاظ القرآن وكلماته، وهل هناك نقص أو عيب فيها استدعت الله أن ينسخ تلاوتها ويحرّم قراءتها؟! وعلى فرض قبول الكبرى، والقول بإمكانية نسخ التلاوة عقلاً، لكنّنا نتساءل: ما الدليل على الصغرى؟ لم نأثر حديثاً أو روايةً لإثباته، وحتّى لو كان هناك ما يدلّ عليه فإنّه لا يتجاوز عن كونه خبر واحد، وبه لا يمكن إثبات نسخ آيات من القرآن.