متلوٍّ، والناسخ أيضاً غير متلوٍّ، ولا أعلم له نظيراً»[105]. وبالنسبة إلى (عشر رضعات) فقد نُسخت تلاوةً وحكماً، أمّا بالنسبة إلى (خمس رضعات) فقد نُسخت تلاوةً ولفظاً لا حكماً، ولازال أهل السنّة يعتقدون بالخمس رضعات. لا نسخ للتلاوة في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله) إذن قام علماء السنّة بتأويل روايات التحريف الواردة عندهم، وأكَّدوا هذا التأويل في كثير من كتبهم، كما تقدّم في كلام ابن حزم وجلال الدين السيوطي. ويقول الآلوسي: «أُسقط زمن الصدّيق ما لم يتواتر وما نسخت تلاوته، وكان يقرأه من لم يبلغه النسخ»[106]. ويقول في آية الرضاع: «إنّ جميع ذلك منسوخ، كما صرّح بذلك ابن عباس فيما مرّ، ويدلّ على نسخ ما في خبر عائشة أنّه لو لم يكن منسوخاً لزم ضياع بعض القرآن الذي لم ينسخ، وإنّ الله تعالى قد تكفّل بحفظه»[107]. والسؤال المطروح: في أيّ عصر حصل نسخ التلاوة، هل حصل في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله) أم بعد وفاته في عهد الخلفاء؟