أقسام النسخ الأول: أن ينسخ حكم الآية، لكن تبقى تلاوتها صحيحة وجارية. الثاني: عكس القسم الأول، أي: تنسخ التلاوة ويبقى الحكم سارياً، وذلك من قبيل آية الرجم التي قيل بنسخ تلاوتها رغم بقاء حكمها. الثالث: أن ينسخ الحكم والتلاوة معاً، وذلك من قبيل: (الشيخ والشيخة). فقد نقل قول الرسول (صلى الله عليه وآله) بنسخ هذه الآية حكماً وتلاوة. يقول ابن حزم في القسم الثاني: «فأمّا قول من لم يرَ الرجم أصلاً فقول مرغوب عنه; لأنّه خلاف الثابت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد كان نزل به قرآن، ولكنّه نسخ لفظه وبقي حكمه»[102]. ويورد جلال الدين السيوطي أمثلة كثيرة في هذا المجال، ويذكر ما ورد عن عائشة وأُبيّ بن كعب وسورة الخلع والحفد، ويعتبر هذه الأمثلة كلّها ممّا نُسخت تلاوته لكن بقي حكمه[103]. ويعد صاحب «المحلّى» ما ورد عن أُبيّ بن كعب في سورة الأحزاب، وأنّها كانت بحجم البقرة، من قبيل هذا النوع من النسخ[104]. وبالنسبة إلى القسم الثالث الذي مثِّل له بما ورد عن عائشة: «كان فيما أُنزل: عشر رضعات معلومات، فنُسخت بخمس معلومات...» يقول صاحب (الإتقان): «وقال مكّي: هذا المثال فيه المنسوخ غير