غير الإمامية، مثل: أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم والطبري... نقلوا روايات التحريف التي سبق الإتيان بنماذج منها، وقد يلزم ما ورد عنهم من كلمات هنا هو القول بالتحريف; لأنّهم يذكرون أنّهم لم يأتوا إلاّ بالروايات الصحيحة في كتبهم. وهناك طائفة من طوائف أهل السنّة تُدعى (الحشوية) تتّبع آراء وأفكار أبي الحسن البصري، وتقول بحجّية ظواهر الكتاب والروايات حتّى لو خالفت العقل، لهذا قالت بتجسيم الله تعالى، وقالت بتحريف القرآن كذلك[100]، كما نُسب القول بالتحريف إلى بعض المتكلّمين في (إعجاز القرآن)[101]. تبرير الروايات من قبل علماء السنّة نرى كبار علماء ومحدّثي السنّة نقلوا روايات التحريف في كتبهم، من قبيل: مالك بن أنس وأحمد بن حنبل ومسلم والبخاري والنسائي، وصرّحوا بصحّة كلّ ما يرووه من رواية وحديث في كتبهم ويقطعون بصدورها، هذا من جانب، ومن جانب آخر نفوا القول بالتحريف، وقاموا بتأويل هذه الروايات وتبريرها، فقالوا بنسخ تلاوة الآيات المزبورة، ولأجل اتّضاح هذا الأمر يحسن بنا التعرّض لمسألة نسخ التلاوة هذا.