الانطباع الخاطئ للبعض حول عنوان ورد في (الكافي) وهو: باب أنّه لم يجمع القرآن كلّه إلاّ الأئمة (عليهم السلام) وأنّهم يعلمون علمه كلّه[65]. والذي يبدو من هذا العنوان أنّ الأئمة (عليهم السلام) وحدهم الذين جمعوا القرآن كلّه، مع أنّا إذا دقّقنا في روايات الباب لم نجد فيها ما يدلّ على هذا المطلب، فالمقصود بها: جمع علم القرآن مع نصّه، واختصاصهم بعلمه وجمعه كما نزل; لأنّهم عدل القرآن، وواضح أنّ بين المفهومين فرقاً شاسعاً. فقد ورد في رواية: «ما يستطيع أحد أن يدّعي أنّ عنده جميع القرآن كلّه، ظاهره وباطنه، غير الأوصياء»[66]. وفي أُخرى: «إنّ من علم ما أُوتينا: تفسير القرآن وأحكامه»[67]. وفي أُخرى: «إنّي لأعلم كتاب الله من أوّله إلى آخره، كأنّه في كفّي»[68]. وفي أُخرى كذلك: «وعندنا والله علم الكتاب كلّه»[69]. فهذه الروايات تكشف عن عدم وجود ما يدلّ على تحريف القرآن والنقص في آياته، وإن كان يبدو ذلك لبعضهم من ظاهر عنوان الباب. كما وردت في هذا الكتاب روايات يوهم ظاهرها التحريف[70]، لكنّ