طوائف المحدّثين يمكن تقسيم المحدّثين ومدوّني الموسوعات الحديثية إلى ثلاث طوائف: الأُولى: مجموعة العلماء الذين أوردوا في كتبهم الأحاديث الدالّة بظاهرها على التحريف، لكنّهم لضعف السند أو لأسباب أُخرى أنكروها، من قبيل: الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي والشيخ الحرّ العاملي والمجلسي والفيض الكاشاني، فرغم أنّهم أوردوا روايات التحريف في كتبهم الحديثية، إلاّ أنّهم بيّنوا آراءهم في نفيه في مواطن أُخرى. الثانية: وهم الذين أوردوا روايات التحريف، لكنّهم لم يبدوا رأيهم في التحريف إثباتاً أو نفياً، من قبيل الشيخ الكليني في (الكافي)، ولا يمكن عدّ هؤلاء من المؤيّدين لفكرة تحريف القرآن; وذلك لأنّ مجرّد ذكر الحديث في موسوعة لا يكشف عن رأي صاحبها أو عقيدته، فإنّ من الواضح للجميع أنّ ذكر الروايات الفقهية في موسوعة ما لا يكشف بالضرورة عن إفتاء الذي ينقلها بها. الثالثة: وهم الذين نقلوا روايات التحريف اعتقاداً منهم بصحّتها، من قبيل الشيخ النوري صاحب (فصل الخطاب) وسرعان ما صحّح نظرته، وتراجع عمّا كان يعتقد بصحّته. سوء فهم عناوين بعض أبواب الكافي من مناشئ اتّهام الشيعة الإمامية بالقول بتحريف القرآن هو