(2) هل دلالتها على التحريف تامة وكاملة أم لا؟ (3) هل لها معارض أم لا؟ والكثير من الروايات التي تقول بأنّ القرآن لم يحرّف أبداً. (4) هل القضية المطروحة في الرواية من القضايا التي يمكن إثباتها بخبر الواحد أم لا؟ فتحريف القرآن قضية في غاية الأهمية، ولا يمكن إثباته بخبر الواحد، بل ينبغي توافر دلائل وقرائن متينة لإثباته. إنّ الذين يدّعون بحذف آية تدعى (آية الولاية) لا يدّعون أمراً هيّناً، بل هو أمر كبير لا يمكن إثباته بخبر الواحد. بل إنّ القول بزيادة القرآن نقصه من المسائل الأُصولية والاعتقادية، لذا ينبغي إثباتها ببراهين محكمة. فمثل هذه الروايات مثل الروايات الموجودة في مصادر الشيعة الإمامية التي يظهر منها تجسيم الله سبحانه، وهذا يكشف عن كون مجرّد النقل لا يكشف عن الاعتقاد والإيمان بالمضمون. من جانب آخر فإنّ بعض الذين نقلوا روايات التحريف في كتبهم ولم يبدوا رأياً فيها، قد ردّوها في كتبهم الأُخرى، وأعربوا صراحةً عن إيمانهم بعدم تحريف القرآن فيها، مثل الشيخ الصدوق (رحمه الله) حيث يعتبر الذي ينسب إلى الشيعة الإمامية القول بتحريف القرآن كاذباً[64]. وهكذا فعل الشيخ الطوسي والفيض الكاشاني في (التبيان) و(الوافي) فإنّهما أيّدا القول بعدم تحريف القرآن، وكذّبوا القائل به بشدّة، رغم ذلك نقلوا روايات تدلّ بظاهرها على التحريف.