ككتاب سيبويه والمزني، فإنّ أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من تفصيلهما ما يعلمونه من جملتهما، حتّى لو أنّ مُدخلاً أدخل في كتاب سيبويه باباً في النحو ليس من الكتاب لعُرف وميِّز، وعُلم أنّه ملحق وليس من أصل الكتاب، وكذلك القول في كتاب المزني. ومعلوم أنّ العناية بنقل القرآن وضبطه أصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء ... وذكر أيضاً رضوان الله عليه: «أنّ القرآن كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)مجموعاً مؤلّفاً على ما هو عليه الآن، واستدلّ على ذلك بأنّ القرآن كان يدرّس ويحفظ جميعه في ذلك الزمان، حتّى عيّن على جماعة من الصحابة في حفظهم له، وأنّه كان يعرض على النبي (صلى الله عليه وآله)ويتلى عليه، وأنّ جماعة من الصحابة مثل: عبدالله بن مسعود وأُبيّ بن كعب وغيرهما، ختموا القرآن على النبي (صلى الله عليه وآله) عدّة ختمات. وكلّ ذلك يدلّ بأدنى تأمّل على أنّه كان مجموعاً مرتّباً غير مبتور ولا مبثوث. وذكر أنّ من خالف في ذلك من الإمامية والحشوية لايعتدّ بخلافهم...»[51]. فهو يرفض بشدّة تحريف القرآن، ويعتبر المخالف لذلك غير معتنىً به، كما هو ملاحظ في كلامه. 4 ـ الشيخ الطوسي (رحمه الله) وهو من كبار علماء الإمامية، ومن نوادر ونوابغ عصره، توفّي عام 460 من الهجرة، يقول في هذا المجال: