قيل له: ... إنّ الأخبار التي جاءت بذلك أخبار آحاد، لايقطع على الله تعالى بصحّتها، فلذلك وقفنا فيها، ولم نعدل عمّا في المصحف الظاهر على ما أُمرنا به حسب مابيّناه، مع أنّه لاينكر أنّ تأتي القراءة على وجهين مُنزَلين، أحدهما: ما تضمّنه المصحف، والثاني: ما جاء به الخبر، كما يعترف مخالفونا به من نزول القرآن على أوجه شتّى»[50]. 3 ـ السيد المرتضى (رحمه الله) السيد المرتضى أو علم الهدى هو أحد مفاخر الإمامية، توفّي عام 436 من الهجرة، وقد برهن بقوّة على عدم تحريف القرآن، قال كما في مقدّمة تفسير (مجمع البيان): «... إنّ العلم بصحّة نقل القرآن كالعلم بالبلدان، والحوادث الكبار والوقائع العظام، والكتب المشهورة وأشعار العرب المسطورة، فإنّ العناية اشتدّت والدواعي توفّرت على نقله وحراسته، وبلغت إلى حدٍّ لم يبلغه فيما ذكرناه، لأنّ القرآن معجزة النبوّة، ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية، حتّى عرفوا كلّ شيء اختلف فيه، من إعرابه وقراءته، وحروفه وآياته، فكيف يجوز أن يكون مغيّراً أو منقوصاً مع العناية الصادقة والضبط الشديد ...» وقال أيضاً (قدس سره): «إنّ العلم بتفصيل القرآن وأبعاضه في صحّة نقله كالعلم بجملته، وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنّفة;