قال في كتابه (الاعتقادات): «اعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيّه محمد (صلى الله عليه وآله) هو ما بين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس، ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشر سورة. وعندنا: أنّ (الضحى وألم نشرح) سورة واحدة، و(لإيلاف والم تر كيف) سورة واحدة. ومن نسب إلينا أنّا نقول: إنّه أكثر من ذلك فهو كاذب...»[48]. وكلامه صريح وصارم في نفي قول هذه الطائفة بالتحريف، ويعتبر من ينسب هذا الأمر إليهم كاذباً. 2 ـ الشيخ المفيد (رحمه الله) وهو عالم جليل القدر، وفقيه ومتكلّم إمامي شهير، توفّي عام 413 من الهجرة، وكان مرجع الشيعة في عصره، كانت ترده استفتاءات واستفسارات كثيرة، منها (أجوبة المسائل السروية)[49] جاء فيها: «فإن قال قائل: كيف يصحّ القول بأنّ الذي بين الدفّتين هو كلام الله تعالى على الحقيقة، من غير زيادة فيه ولا نقصان، وأنتم تروون عن الأئمة (عليهم السلام) أنّهم قرأوا: «كنتم خير أئمة أُخرجت للناس» و«وكذلك جعلناكم أئمةً وسطاً» وقرأوا: «يسألونك الأنفال» وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس.