وقال كذلك: «سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن كتاب الله، فإنّه ليس من آية إلاّ وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل»[28]. وبعد جهد مضني من العمل جمع الإمام القرآن، وتداوله الائمة المعصومون (عليهم السلام) من ولده يداً عن يد حتّى بلغ ولده الثاني عشر الإمام صاحب الزمان (عليه السلام). على أيّ حال، لم يختلف المسلمون في أنّ الترتيب الفعلي ليس هو نفس ترتيب النزول، فالترتيب الفعلي يبدأ غالباً بالسور الطوال وينتهي بالصغار، وترتيب النزول عكس ذلك، ورغم أنّ ذلك قد لايؤثّر إلاّ أنّه موضوع أهل الدراسة والتحقيق، ومع الأخذ بنظر الاعتبار أنّ القرآن قد جُمع في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله) فمن المحتمل أنّ الرسول نفسه قد أمر بترتيبه بهذا النحو; لمصالح لانعلمها. 4 ـ التحريف بالزيادة يتّفق المسلمون عموماً على عدم زيادة القرآن المتداول لدينا، ولم يدّع أحد حتّى الآن زيادة شيء ما إلاّ ما نسبوه إلى ابن مسعود، أنّه ادّعى وجود سورتين في هذا القرآن لم يكونا عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بل أُضيفا عليه بعد وفاته، وهما: سورة الفلق والناس! وهي دعوى لا أساس لها، وفي نسبتها إلى ابن مسعود إشكال.