ووفقاً لما نقله الكشي في ملابسات هذا الحديث، فإنّ الإمام (عليه السلام) بعد ما اعتقل في المدينة، وأُخذ إلى البصرة، أرسل هذا المصحف عند وصوله (القادسية) إلى أبي نصر البزنطي، ولعلّ ذلك للحؤول دون وقوعه بيد عمّال هارون. ومطالبته بعدم النظر فيه ناشئ عن وجود أُمور لا يرى الإمام مصلحة في اطّلاع الأصحاب عليها، وبعد استقرار الأوضاع، يرسل الإمام من يسترجع المصحف إليه. قال الفيض الكاشاني ـ من كبار علماء الإمامية ـ : «لعلّ المراد أنّه وجد تلك الأسماء مكتوبة في ذلك المصحف تفسيراً للذين كفروا والمشركين، مأخوذة من الوحي، لا أنّها كانت من أجزاء القرآن، وعليه يحمل ما في الخبرين السابقين أيضاً من استماع الحروف من القرآن على خلاف ما يقرأه الناس، يعني استماع حروف تفسّر ألفاظ القرآن وتبيّن المراد منها، عُلمت بالوحي، وكذلك كلّ ما ورد من هذا القبيل عنهم»[235]. ويريد من الخبرين السابقين: مرسلة محمد بن سليمان ورواية سالم بن سلمة اللذين مضى ذكرهما في القسم الثالث الرقم 4، وفي روايات مصحف علي الرقم 5. * * * الحديث السابع: هذا الحديث نقله الصدوق في (ثواب الأعمال)